(This picture is taken by Ewciak & Leto - Poland - source : Flicker)
الحلقة الثالثة : ضباب
(3)
كان قد استسلم لسلطان النوم منذ زمن ٍ ليس بالطويل . لكنه ما لبث أن استيقظ على صوت طفل ٍ يناديه باسمه . نهض من فراشه و هو بالكاد يرى أمامه . كانت الغرفة قد امتلأت بضباب ٍ كثيف . تعثر و هو يتقدم نحو الباب . و ما إن خرج ، حتى وجد نفسه في فناء ٍ صغير ، أرضه مفروشة بالرمال و القمامة .
كان الفناء مزدحما ً بأطفال كثر . لهم شعورٌ شعثاء ، و وجوهٌ سمراء . عليهم قمصانٌ رثه ، تشابهت في ألوانها و تجاعيدها . كان الأطفال يركضون في كل مكان .. البعض يتشاجرون و يتقاذفون الشتائم ، و البعض الآخر يتبولون في أركان الفناء .
استمر الكاتب في شق طريقه وسط ذلك الزحام المجنون . أخذ الضباب ينقشع شيئا ً فشيئا ً ، و الضوضاء يخبو صوتها ، و الصوت الذي يناديه يعلو و يعلو ، حتى رأى الطفل . كان وجهه مألوفا ً . راح يسرع الخطى نحوه ، لكنه عندما وصل لم يجده . التفت يمينا و يسارا لكنه لم يرَ شيئا ً من الضباب الذي بدأت تزداد كثافته من جديد . سد أذنيه بكلتا يديه حتى لا يسمع صخب المكان الذي ازدادت حدته . لم يعد يرى أو يسمع أي شيء . أحس حينئذ ٍ بالضياع . جلس مكانه و انخرط في البكاء . بكى كطفل ٍ صغير تاه عن أمه . و فجأة .. هوى كل شيء في جوف صمت عميق .
بدأ يميز رغم الظلام .. المكتب الصغير ، و حقائبه المطروحة أرضا ، و الحوائط حديثة الطلاء . وجد نفسه جالسا ً في الفراش ، و آثار البكاء لا تزال على وجنتيه .
الحلقة الثالثة : ضباب
(3)
كان قد استسلم لسلطان النوم منذ زمن ٍ ليس بالطويل . لكنه ما لبث أن استيقظ على صوت طفل ٍ يناديه باسمه . نهض من فراشه و هو بالكاد يرى أمامه . كانت الغرفة قد امتلأت بضباب ٍ كثيف . تعثر و هو يتقدم نحو الباب . و ما إن خرج ، حتى وجد نفسه في فناء ٍ صغير ، أرضه مفروشة بالرمال و القمامة .
كان الفناء مزدحما ً بأطفال كثر . لهم شعورٌ شعثاء ، و وجوهٌ سمراء . عليهم قمصانٌ رثه ، تشابهت في ألوانها و تجاعيدها . كان الأطفال يركضون في كل مكان .. البعض يتشاجرون و يتقاذفون الشتائم ، و البعض الآخر يتبولون في أركان الفناء .
استمر الكاتب في شق طريقه وسط ذلك الزحام المجنون . أخذ الضباب ينقشع شيئا ً فشيئا ً ، و الضوضاء يخبو صوتها ، و الصوت الذي يناديه يعلو و يعلو ، حتى رأى الطفل . كان وجهه مألوفا ً . راح يسرع الخطى نحوه ، لكنه عندما وصل لم يجده . التفت يمينا و يسارا لكنه لم يرَ شيئا ً من الضباب الذي بدأت تزداد كثافته من جديد . سد أذنيه بكلتا يديه حتى لا يسمع صخب المكان الذي ازدادت حدته . لم يعد يرى أو يسمع أي شيء . أحس حينئذ ٍ بالضياع . جلس مكانه و انخرط في البكاء . بكى كطفل ٍ صغير تاه عن أمه . و فجأة .. هوى كل شيء في جوف صمت عميق .
بدأ يميز رغم الظلام .. المكتب الصغير ، و حقائبه المطروحة أرضا ، و الحوائط حديثة الطلاء . وجد نفسه جالسا ً في الفراش ، و آثار البكاء لا تزال على وجنتيه .
0 التعليقات:
Post a Comment