My poems , short stories and thoughts

Friday, August 14, 2009

رواية : القصر العالي

(This picture is taken by Ewciak & Leto - Poland - source : Flicker)

الحلقة الأولى : وصول

صمت ٌمرعبٌ يطبق على المكان . الشمسُ تتسيد صفحة السماء الخالية من السحب ، و تقذف لهبا ً تتشقق له جدرانُ القصر ، و تذبلُ من سطوته النباتاتُ المحيطة ، كأنها عبيد ٌ يركعون لإلهٍ أسطوري . الرياحُ الملتهبة تلفح ما يصادفها ، و تتلاطم على اثرها ضُلف النوافذ و الشرفات . الترابُ يغطي كل الأشياء . و لا أثر لحياة ، سوى مجموعاتٍ من الذباب تحوم هنا و هناك ..

(1)

يائسا ً لضياع ثروته .. مغموما ً لفقدان والدته .. خائفا ً من خبايا المستقبل ، مضى الكاتب مخترقا ً الحديقة الميتة . نعق غراب في السماء مبددا ً صمت المكان . وضع الكاتب حقائبه على الدرج الأمامي للقصر . وقف لبرهة يتأمل الباب الذي بدا شامخا ً كالطود العظيم . أدار المفتاح في القفل ، و فتح الباب ، فاندفع نحوه تيارٌ هوائي ساخن مشبعٌ بالغبار .

وجد نفسه في بهو ٍ مظلم .. خفف من ظلمته نهرٌ من أشعة الشمس ، ينساب من الخارج عبر فتحة ٍ دائرية ٍ في الجدار . اتجه نحوَ ما رآه من نوافذ ، و فتحها واحدة ً تلو الأخرى .. فتجلت له ملامح البهو شديد الاتساع .

في الواجهة دَرجٌ يؤدي إلى الطابق العلوي ، تحطمت معظم درجاته . و على يمينه (بار) امتلأت منضدته بالشقوق ، و بدت الأرفف من خلفه خاوية ً متهالكة . على الجانب الآخر باب ناصع البياض ، بدا شاذا ً وسط هذا المكان البشع . اتجه الكاتب نحوه بثقة , و فتحه .. فوجد غرفة ً واسعة نظيفة تحوي سريرا ً صغيرا ً و مكتبا ً .. و تعبق برائحة ٍ نفاذة لطلاء ٍ حديث . ارتسمت على وجهه ابتسامة تنم عن الرضا ، و بدأ في ترتيب أغراضه ..

0 التعليقات: